سلبيات إنترنت الأشياء

سلبيات إنترنت الأشياء … نظرة على الجانب المظلم لهذا العالم

إن عالم إنترنت الأشياء متميز حقا، يجعلك تعيش أجواء أفلام الخيال العلمي المتقدمة، فتصبح لديك القدرة على التحكم بكل شيء من حولك من خلال الأوامر الصوتية أو نقرة زر بسيطة. لكن مع قوة كهذه، لا بد أن تتوافر بعض سلبيات إنترنت الأشياء التي تجعلك تمقته و تتقبل الحياة التقليدية التي عهدناها جميعا، و إن كان الكثيرون يتجاهلون الحديث عنها، إلا أننا في هذا المقال على مدونة إنترنت الأشياء سنتحدث عنها أكثر، إذ نعتقد أن هذا من واجبنا كمدونة متخصصة في هذا المجال. فيها بنا لنبدأ.

 

حياة بدون هدف

من أسوأ سلبيات إنترنت الأشياء هو إدماجك في عالم جديد كليا، لا نتحدث هنا عن العالم التقني و التكنولوجي الحديث، بل عالم الكسل و الخمول. فنحن كبشر لدينا مجموعة من الأهداف التي نعيش حياتنا اليومية من أجلها و ما يجعلها أكثر متعة هو المهام الجانبية كتحضير الطعام و الحمام و قضاء بعض الوقت في القيام بأعمال المنزل.

فور إدراج تقنيات إنترنت الأشياء فأنت تحرم نفسك من هذه المهام، صحيح أن التعامل معها يصبح أسهل و أفضل، لكن ما الأهداف القادمة لك في الحياة سوى البقاء في سريرك طيلة اليوم و توجيه الأوامر لمساعدك الشخصي بتحضير كل شيء، فتنغمس في عالم الكسالى و تصبح حياتك بدون معنى أو هدف في الحياة.

 

صعوبة الحصول على الخصوصية

استخدامك للهاتف الذكي وحده يعتبر أداة تجسسية في جيبك، فكم من مرة ” فكرت ” في تبضع حذاء جديد ، فوجدت إعلانات أحذية بالمئات تتصدر فيسبوك و انستغرام؟ فما بالك لو كان منزلك بالكامل مجهزا بكاميرات و مساعد شخصي و متصل بالإنترنت و كل ذلك؟

يمكننا أن نخبرك بشكل قطعي أن تودع الخصوصية فور استخدامك لأجهزة إنترنت الأشياء، فمهما اتخذت من تدابير و احتياطات ستجد أن جهازاً واحداً على الأقل في منزلك يتجسس عليك.

 

ولن تسلم من هجمات الهاكرز أيضا

الهاكرز في كل مكان، سواء كانو حولك أو على الإنترنت فإن فوبيا الإختراق ستلاحق دائما مادمت تستخدم أجهزة إنترنت الأشياء في منزلك. فلاشك أنك سمعت خبراً يوما يتحدث عن وجود ثغرة في رواترات شركة X و انه تم الوصول لمليون مستخدم و اختراقهم ( وقد حدث ذلك حقا )، تخيل لو كنت تستخدم نفس الشركة و كنت من بين المليون مستخدم المهددين بهذا الإختراق، سينتابك الأرق دائما لمعرفة إن كان المخترق قد وصل لأجهزتك في المنزل، لربما عطل الكاميرات، أو غير باسووردات قفل الأبواب، أو ربما يراقبك الآن من الكاميرا بينما تقوم بعملك اليومي.

 

تعقيد أكثر و توافق أقل

من بين سلبيات إنترنت الأشياء أيضا هو التعقيد الذي يتعلق بالأجهزة، في بداية الأمر إن كنت تملك جهازاً واحدا أو أكثر قد لا تلاحظ الفرق، لكن فور دمج عدد كبير من الأجهزة ستبدأ الأشياء في التعقد و يصعب التحكم في الأجهزة، فقد تود تشغيل بعض الموسيقى لكن بدل ذلك سيشتغل الحمام !

التعقيد وحده يمكن تجاوزه بالتمرن و حفظ الأجهزة و التحكم بها بعد بضع أشهر، لكن المعضلة الكبرى هي التوافق. تخيل معي أنك اشتريت كاميرا مراقبة بسعر 70$ ذكية، لتجد أنها لا تتوافق مع قفل الباب مثلا، أو مساعدك الشخصي، فما الفائدة منها إذاً؟ أو قد تشتري جهازا محدد، تقوم بتركيبه و العمل به لشهر واحد، ليستقبل مساعدك الشخصي تحديثا من شركته الأم و يتوقف عن دعم الجهاز الجديد.

الفكرة هنا أنك لن تستطيع تتبيث جهاز واحد و الإعتماد عليه للأبد، ستقوم بالتحديث والتغيير والتطوير في كل مرة، وهو أمر مرهق في عالم إنترنت الأشياء.

 

جيل جديد غير قادر على الإعتماد على نفسه

ان تنشأ في عائلة تعتمد كليا على التكنولوجيا في حياتها اليومية سيجعلك تغفل عن الكثير من الأشياء، كتعلم صناعة الطعام بنفسك، تعلم اصلاح الأشياء بنفسك و القيام بالأعمال اليومية المختلفة بنفسك. أن تجد منذ نعومة أظافرك أنه يمكن القيام بمختلف المهمات فقد بتوجيه الأوامر الصوتية لمساعد شخصي هو أمر سيئ، سيجعل الشخص و خصوصا الأطفال الناشئين يعتمدون بشكل كبير على الأجهزة التكنولوجية، لتكون أكبر مخاوفهم هو انقطاع الكهرباء في المنزل. نحن نحتاج إلى جيل جديد قادر على الإعتماد على نفسه و القيام بالأعمال اليومية بالإعتماد على الذات لا على الجهاز.

 

مستقبل خالي من الوظائف

بنظرة أبعد لتقنيات إنترنت الأشياء على المجتمع، سنجد أن المستقبل في ظل إنترنت الأشياء سيُفقد الكثيرين وظائفهم، إذ ستعوض تقنيات إنترنت الأشياء الكثير من الوظائف الحركية التي تعتمد على الإنسان. ستجلب تقنيات إنترنت الأشياء ما يسمى بالأتمتة (Automation) التي تجعل الآلة تقوم بالأعمال الروتينية التي يقوم بها الإنسان و ربما بشكل أفضل، بدون ملل أو كلل و على مدار الساعة، هو أمر جيد للمستخدم بالطبع، لكنه سلبي جدا للعاملين في قطاعات ضعيفة و يتقاضون أجوراً هزيلة.

قد شهدنا نفس السناريو في القرون السالفة، فظهور الصناعة أثر على العديد من القطاعات، كالمعامل التي تم تعويض الإنسان بالآلة و أفقد الكثيرين وظائفهم، والمستقبل لايختلف إطلاقا في ظل تطور تقنيات إنترنت الأشياء.

 

وختاما

نخبرك أن إنترنت الأشياء سيف ذو حدين، لا نخبرك في هذا المقال ألا تستخدمه إطلاقا،بالعكس فهو يسهل عليك الكثير في حياتك اليومية، لكن لا يجب الإعتماد كليا عليه، و يجب استخدامه جانبيا للعمل الفردي و الجهد الشخصي.

لا توجد تعليقات

نشر تعليق