22 نوفمبر مجالات تنشط فيها إنترنت الأشياء بشكل كبير … تعرف عليها الآن

إنترنت الأشياء قد أصبح من بين المجالات الأكثر أهمية في العالم التقني و غير التقني كذلك، فالإنسان بدأ بالإعتماد عليه بشكل كبير مؤخراً في الكثير من المجالات، وذلك لكونه خالي من الأخطاء و سريع في آداء المهام ولا ننسى أنه أصبح صديق الإنسان المقرب الذي يساعده على تنفيذ أصعب المهمات في وقت وجيز. إنترنت الأشياء لم يعد مجالاً معتمداً عليه فقط في منزلك الخاص، بل تفشى تفشي الفيروس و أصبح في كل مجال تقريبا، بعض المجالات ينشط فيها هذا الأخير بشكل كبير، بينما مجالات أخرى لازالت في الخطة التمهيدية لإضافة إنترنت الأشياء إلى عوالمها.

في هذا المقال، سنسرد لك أبرز المجالات التي أصبحت تعتمد على إنترنت الأشياء بشكل كبير، وكيف غير إنترنت الأشياء هذه المجالات، مع ذكر أبرز التغييرات التي أحدثها إنترنت الأشياء في هذه المجالات.

 

إنترنت الأشياء في مجال الصناعة

يسعى القطاع الصناعي لتحسين إنتاجيته ومردوديته عبر المكننة وإدراج أجهزة جديدة على القطاع بغية تطويره، وقد شهدنا هذا التطور منذ الثورة الصناعية وتغيير الإنسان العامل بالآلة المجتهدة، وأدى هذا التغيير لزيادة إنتاجية الشركة، نقص مصاريفها، زيادة مبيعاتها وإدارة أقل للموارد البشرية. إن حدث ذلك في القرون السابقة، فتخيل كيف سيكون الأمر الآن مع آلة قادرة على القيام بعمليات حسابية بليونية في الثانية، والعمل بدون ملل أو كلل و تصنيع مليون قطعة من مادة ما في اليوم !

يضفي إنترنت الأشياء على هذا المجال تقنيات التعامل السريع و التحكم عن بعد و التخزين السحابي، فيصبح بالإمكان إدارة كل موارده البشرية، المالية، المادية والصناعية بنقرة إصبع من خلال تطبيق للهاتف المحمول، إلى جانب زيادة الحماية من خلال معدات الحماية الذكية، وإصلاح المشاكل وضعف الآداء لدى المستخدمين عبر دراسة البيانات والتحليلات التي يمكن تجميعها بإستخدام تقنيات إنترنت الأشياء، وأخيرا و ليس آخرا، مراقبة كل وحدة من وحدات التصنيع بشريةً كانت أو صناعية من خلال البطاقات الذكية أو التطبيقات أو حتى أكواد الـ QR التي توفر معلومات حول تلك الوحدة.

 

إنترنت الأشياء في مجال التعليم

لطالما كان التعليم في السنوات الماضية تعليماً تقليدياً مبني على الذهاب للمدرسة والجلوس في مقعدك وإجتياز الإمتحانات و النجاح وما إلى ذلك من سيرورة ” مملة ” إن صح التعبير. لكن جائحة فيروس كورونا علمتنا أن التعليم الصحيح هو المبني على التقنيات الحديثة وخصوصا تقنيات إنترنت الأشياء، وبادرت الكثير من المنصات مثل منصة مدرستي في المملكة العربية السعودية بإدراجها ضمن موادها التعليمية.

لتوظيف إنترنت الأشياء في التعليم، أنت تحتاج إلى تحقيق هدفين رئيسيين، تحقيق مفهوم ” القسم الذكي ” ثم ” المدرسة الذكية “. يمكن تحقيق مفهوم القسم الذكي عبر تضمين خدمات كنظام المراقبة الذكي المخصص لكل طالب وكذا المعلم لمراقبة تطوره ومساره الدراسي، سجلات إمتحاناته وحضوره وذلك بالإعتماد على البطائق الذكية فقط. ينضاف إلى ذلك الوسائل الذكية في التعليم كالكتب الديجيتالية و التفاعلية، تخزين المواد الدراسية في التقنيات السحابية للولوج إليها والإطلاع عليها في أي وقت ( كما أنه يخفف على الطالب حمل أكيال من الكتب على ظهره ويكتفي فقط بتابلت أو حاسوب في يده)، وتهيئة البيئة الداخلية للقسم كشاشات التلفاز الذكية لمشاركة الدروس عليها للجميع وبرمجيات التعلم عن بعد مثل Zoom او Microsoft Teams التي بلغت أوجها في جائحة كورونا.

أما المدرسة الذكية فهي كل شيء آخر لإدارة النظام الدراسي الخاص بالتلميذ و المعلم و المدرسة، مثل نظام تخزين سجلات التلميذ منذ بداية دراسته، وتوفير خصائص الولوج إليها للآباء للإطلاع على مستوى التلميذ والتي أصبحت الآن مستخدمة بشكل كبير في كل العالم. والمزيد من الخصائص الأخرى التي يمكنك الإطلاع عليها في هذا المقال حول استخدامات إنترنت الأشياء في التعليم.

 

إنترنت الأشياء في مجال الإدارات المالية و البنوك

تنشط تقنيات إنترنت الأشياء في مجال الإدارات المالية والبنوك بشكل كبير، في الحقيقة، إن واحدة من أهم أساسيات إنترنت الأشياء مستخدمة حاليا في واحدة من أكثر التقنيات المالية شهرة، إنها العملات المشفرة مثل البيتكوين (Bitcoin) و الإثريوم (Etherium)، الريبل (Ripel) و غيرها …، بتخصيص الحديث عن العملات المشفرة، فهي تعتمد على ما يسمى بسلسلة الكتل او Blockchain التي تعتمد على ربط العديد من الحواسيب و الخوادم و التقنيات الرقمية مع بعضها البعض، وهي ذاتها الأساس الذي يقوم عليه إنترنت الأشياء.

إنترنت الأشياء في البنوك والمنصات المالية مهم للغاية ومستخدم بكثرة، أولا لتقليل نسبة الخطأ إلى الصفر من خلال تخزين المعلومات بشكل سحابي ومشاركتها مع باقي البنوك ( أو فرع بنك محدد)، كما أن المؤسسات المالية مثل البنوك، البورصات، أسواق الأسهم وغيرها بدأت توفر تطبيقات ذكية متصلة بخوادمها ومتاحة للجميع للإطلاع على كل الإجراءات المالية من أي مكان، شراء أسهم وبيع أسهم بنقرة زر، التحويل بين عملة وعملة من خلال لمسة إصبع في الهاتف، و الكثير …، أما السبب بالطبع فهو واضح، زيادة الأرباح، فكلما كان إجراء أي نوع من العمليات المالية أسهل للمستخدم، حصلت المؤسسة على جزء من تلك العمليات سواء التحويل، البيع، الشراء، إدراج الأموال والكثير. وكلها لن تنجح لولا تدخل تقنيات إنترنت الأشياء و الربط بين الأجهزة والخوادم و الشركات و الأسواق كلها بتقنية موحدة.

 

مجال الطب والرعاية الصحية

أن تقلل نسبة الخطأ في مجال الطب، يعني توفير حياة أفضل للمزيد من البشر وتمكينهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بأفضل الأحوال. ولا يمكنن تحقيق ذلك إلا بواسطة تقنيات إنترنت الأشياء التي غزت المجال الطبي ومجال الرعاية الصحية ككل.

تساعدنا إنترنت الأشياء في المجال الطبي بشكل أساسي من التحكم بمجموعة من الأجهزة عن بعد، خصوصا الأجهز بالغة التعقيد المتخصصة في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والتي من الصعب أن يقوم بها إنسان عادي بأدواته الآدمية. علاوة على ذلك، تسمح لنا الأجهزة المتربطة ببعضها البعض على مراقبة صحة المرضى، والإطلاع على حالتهم الصحية عن طريق الإشعارات أو التطبيقات، ومراقبة سجلاتهم الصحية على مدى السنوات، وهو أم مهم جدا في مجال الرعاية الصحية.

ينضاف إلى خلطة الإستخدامات هذه أيضا استخدامات إنترنت الأشياء كوسائل حماية في المجال الصحي، منها مراقبة المرضى عن كثب من خلال كاميرات المراقبة الذكية، والتبليغ عن أي حركة لا مرغوب فيها من طرف المريض، وكذا حمايته من كل تهديدات خارجية، كل هذا يمكن تحقيقه بدون تدخل آدمي، فقط ببعض الكاميرات الذكية والمستشعرات والأقفل الذكية أيضا. والمزيد من الخصائص الأخرى التي يمكنك الإطلاع عليها في هذا المقال حول كيف سينتفع الإنسان مستقبلا إذ تم إدماج إنترنت الأشياء في مجال الصحة ؟

 

 قطاع النقل و اللوجيستيك

قد لا ترى أهمية إنترنت الأشياء في قطاع النقل والمواصلات العامة، لكن نظرتك ستختلف إن كنت في اليابان أو الهند أو أحدى البلدان التي تعتمد على النقل بشكل رئيسي، فصدق أو لا تصدق، أزيد من 7 مليون شخص يرتاد الميترو يوميا في طوكيو فقط، وقرابة 16 مليون شخص في اليابان يوميا ( المصدر )، عدد هائل من الصعب التعامل معه بالأوراق و القلم و التقنيات التقليدية.

هنا تبزغ تقنيات إنترنت الأشياء بحافلات و قطارات ذكية تسمح بإدارة المسافرين بتقنيات الذكاء الفعلي و الرقمي، يمكن للمستخدم في اليابان تنصيب تطبيقات في هاتفه الذكي و الدفع من خلالها رحلات القطار أو الحافلة و تكوين كود QR يتم حفظه في الهاتف، يكفي أن يمسح الراكب كود الـ QR على باب القطار أو الحافلة ليتم التعرف عليه و السماح له بالصعود وتحديد وجهته، أو رفضه طبعا. هذه العملية تلخص ساعات من العمل في التحقق من البطاقة و استقبال الدفعات و استرجاع الصرف، خصوصا أن اليابان – كمثال هنا – من البلدان التي تعاني من الإكتظاظ في المواصلات.

يمكن لهذه التقنيات حفظ سجلاتك الخاصة بالسفر أو المسارات التي ترتادها، إشعارك بالوصول لوجهتك، او حالة القطار لديك ( إن كان سيتأخر و كم سيتأخر بالدقيقة )، حتى أن الميترو أو القطارات وحتى الحافلات تتطلع على كل مسارات الركاب وتقف في كل محطة لكل شخص تحمله، مما يخلق جوا تقنيا متواصلا مع بعضه البعض، و يلخص ساعات من العمل الشاق و الآلاف من الأخطاء. و لأصدقائنا الذين يمتهنون ارتياد المواصلات مجانا، فأيامكم معدودة للأسف !

 

إنترنت الأشياء في المنازل الذكية

وهي الرؤية التي بدأ منها إنتشار إنترنت الأشياء في الأساس، فكل القطاعات السابقة رفضت بشكل قاطع دمج إنترنت الأشياء وذلك نظراً للسلبيات التي يجلبها إنترنت الأشياء معه، لكن فور تفشيه في القطاع الخاص والمنازل الذكية، وإتباث مدى فعاليته في هذا القطاع، سارعت الكثير من القطاعات الأخرى السالفة لضمه.

يمكن لإنترنت الأشياء أن يحول منزلك البسيط إلى منزل ذكي بكل جزيئة تكونه، من غرفة المعيشة إلى غرفة النوم مرورا بالحمام و المطبخ ونهاية بمرآب منزلك، كل هذا يمكن تحقيقه بمجموعة من الأجهزة المخصصة لإنترنت الأشياء في المنازل. ابدأ أولا بمساعد ذكي يساعدك على تنظيم مهامك و الإجابة عن أسئلتك والإمتثال لأوامرك الصوتية، مرورا بأدوات الحماية و الأمان كالكاميرات الذكية بمستشعراتها و الأقفال الذكية، أضف لمسة مكننة على منزلك بشراء مصابيح ذكية، بعض مكبرات الصوت الذكية أيضا، وإن كنت فاحش الثراء فأدرج ماكينات ذكية أكبر في منزلك كالثلاجة و مكيفات الهواء و ماكينة القهوة أيضا، إدمج الكل في خليط ذكي ببعض التطبيقات المتصلة ببعضها عبر إشارة الواي فاي في منزلك، وأجر تجربة بسيطة بإعطاء أمر لمساعدك الذكي بإضاءة غرف النوم عن بعد، إن نجحت العملية، فقد حققت مفهوم المنزل الذكي بإستخدام تقنيات إنترنت الأشياء.