سلبيات إنترنت الأشياء

عيوب إنترنت الأشياء

إنترنت الأشياء ستغير الكثير في عالمنا الحديث، فقد إندمجت في حياتنا اليومية من خلال الأجهزة الذكية الشهيرة. لكن هذا لا يستثني أنها لا تؤثر علينا بالسلب، إذ يوجد مجموعة عيوب إنترنت الأشياء، التي تفرض علينا بعض المخاوف في استخدام هذه التقنيات الحديثة، وتجعلنا نتردد حقا في تحقيق حلمنا في الحصول على المنزل الذكي مثلا، أو المكتب الذكي، او إدماج إنترنت الأشياء في مجال التعليم مثلا، وغيرها.

بالرغم من أننا ندعم الأتمتة، ودمج الرقمية والديجيتالية مع الحياة اليومية عن طريق إنترنت الأشياء، لكننا لا ننكر أن لهذه الأخيرة مجموعة من العيوب والسلبيات التي يمكن أن تؤثر على المستخدم، وهذه بعضها.

 

الإنطوائية والإنعزال عن العالم الخارجي

أحد أكبر عيوب إنترنت الأشياء، هو الإنطوائية للمستخدم، تخيل أنك بعد إدماج هذه التقنيات في منزلك الخاص، فسيمكنك بكل سهولة التخلي عن العالم الخارجي، سيمكنك أن تأمر مساعدك الشخصي Alexa بطلب الطعام من أجلك، سيمكنك العمل من المنزل أيضا، سيمكنك إحضار بقالتك دون تجاوز عتبة الباب، كما سيمكنك إجراء أي اتصال بشري مع الآخرين عن طريق الهاتف الذكي أو إحدى الشاشات الذكية في منزلك، أنت – بعد إدماج إنترنت الأشياء – لست بحاجة إطلاقاً للعالم الخارجي.

لكن بني آدم في سجيته هو كائن اجتماعي، يحتاج إلى ملاقاة الآخرين، الإندماج معهم، لقائهم، التحدث معهم وجهاً لوجه، الشعور بهم، والمزيد. ستسلبك إنترنت الأشياء هذه المشاعر والأحاسيس، ولن يمكنك بعد الآن التقرب من الآخرين ولا الشعور بهم، لأنك منعزل كليا عنهم، وكل ذلك بسبب مساعد شخصي يدعى Alexa يقوم بكل العمل والتواصل من أجلك.

 

تحتاج إلى ميزانية كبيرة وأحيانا ضخمة

تضمين التكنولوجيات الحديثة والحصول على ” المنزل الذكي ” الذي تحلم به، يعني شراء العديد من المستلزمات، كالمساعد الشخصي، الأقفال الذكية، الكاميرات الذكية، الشاشات الذكية، اللمبات الذكية، والكثير من الأجهزة الذكية الأخرى التي قد يتجاوز سعرها الـ 1000$ أو أكثر. وهذه أكبر سلبيات إنترنت الأشياء عامة، فحتى الأجهزة البسيطة الآن تساوي الكثير.

علاوة على ذلك، لا ننسى فواتير الكهرباء التي تنضاف إلى الحساب، وحتى الإنترنت، وربما تحديثات جديدة، ودفع لخدمات رقمية أخرى لبعض الأجهزة، والمزيد. مما يجعل إمكانية إدماج المنزل الذكي مكلفاً للغاية.

 

معرض للإختراق والتجسس

لا أحد سيضمن لك 100% أن تنصيبك لجهاز ذكي في منزلك غير قابل للإختراق، فقد شهدنا في أكثر من مرة فيديوهات لأشخاص يصلون إلى المساعد الشخصي في المنازل، ويطلبون تحويل رصيد بنكي أو الجهر بعنوان المنزل، أو إتاحة كلمات السر لعناصر محددة، مما يجعل إمكانية التحكم في منزلك كاملاً من طرف هاكر بعيد كل البعد عنك أمر محتمل. وهو من أكبر عيوب إنترنت الأشياء، إذ لن تنام مرتاح البال إطلاقاً، فبنقرك على رابط أو تحميل برنامج عن طريق الخطأ قد تنهار حياتك ومنزلك بأكمله بسبب أتمتة العمليات وإدراج الرقمنة في منزلك الشخصي، مكتبك أو أكثر.

 

عدم الإجتهاد في إنجاز المهام

سواء كانت مهمات منزلية كالطبخ والغسيل والتنظيف، أو مهمات حركية كجز العشب أو تقليم الحديقة، وحتى المهمات العقلية كإنجاز التمارين والبحث والقراءة، فهذه المهمات التي يجدها المستخدم صعبة أحيانا، هي ما تبقيك على قيد الحياة أساسا، هي الهدف الذي تعيش من أجله، هي ما يجعلك شخصيا ذكيا أو غبيا. ففي السابق كنت تسأل طفلا عن عملية حسابية، أو معلومة من الثقافة العامة، فإما يجتهد وبحث عنها، وإما يعرف الإجابة أصلا. لكن الآن، يكفي أن يأمر المساعد الشخصي Alexa بالقيام بالعملية من أجله. قد يبدو الأمر مريحا، لكنه يجعلك أقل اجتهادا، كسولا، وغبيا مع الوقت.

 

ليس في صالح البيئة

نعلم أن الكثيرين لا يهتمون بالبيئة، ونرجسيين للإهتمام بأنفسهم فقط، لكن كاتب هذا المقال يفعل، وكاتب هذا المقال يخبرك أنه من أبرز وأخطر عيوب إنترنت الأشياء هو التأثير على البيئة، فالشركات التي تصنع الأجهزة التكنولوجية ترمي مخلفاتها في البحر، تقطع أشجارا من أجل توسيع نطاقها، تحرق أماكن غابوية من أجل توسيع جدرانها وبيانها، ترمي مخلفاتها للحيوانات الجائعة التي تأكلها، تخلف أمراضاً لاحقا لهذه الأخيرة.

وكذا الإنسان الذي يعتبر جزءاً من البيئة، فإن كنت تستخدم هاتف آيفون مثلا، فلا تنسى أن طفلا ذو الـ 12 من عمره قد قضى نحبه في مصنع لآبل في تايوان بمعدل 2 دولار في اليوم من أجل تصنيع بطاريتك الخاصة للهاتف، أو على الأقل تجميع الجرافيت الذي تم استخدامه في تصنيعها. الحد من طلب هذه التقنيات يعني توفير فرص أفضل للأطفال في الدول الفقيرة، وتحسين البيئة بشكل أفضل أيضا. ففكر مجددا قبل أن تتبضع مساعد شخصي أو كاميرا ذكية، أو شاشة ببوصات عشرية.

 

1 تعليق

نشر تعليق